مقالات الرأي المحلية
أخر الأخبار

إتساع رُقعة الحرب في السودان .. بين نُبوءة “البرهان” وعِناد “آل حمدان”

*إتساع رُقعة الحرب في السودان*…

*بين نُبوءة “البرهان” وعِناد “آل حمدان”*

 

*تقرير: ياســـر الكُردي*

 

المُتتبِّع لمتاهة حرب السودان التي اندلعت صبيحة الخامس عشر من أبريل الماضي بدويِّ ضرباتٍ مُتقاربة في زمانها، مُتباعِدة في مكانها، اهتزت لها أرجاء جنوب الخرطوم (منطقة المدينة الرياضية)، وأيضاً القاعدة الجوية بمطار مروي (الوﻻية الشمالية)، وبعدها سرعان ما تبادل طرفا الصراع الجيش وقوات الدعم السريع التي أعلنت الحكومة تمرُّدها ووصفتها بـ(المليشيا)، تبادﻻ اﻻتهامات حول المُتسبّب في إطﻻق شرارتها، وحينها قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنَّ الحرب قد تنتقل من العاصمة الخرطوم إلى الوﻻيات، ويبدو أن نبوءة (الجنرال) قد صدقت، بدليل أن المعارك بين الطرفين المتحاربين منذ أكثر من شهرين، قد وصلت أقاصي السودان بل وأدَّت إلى مقتل والي وﻻية غرب دار فور الفاصلة بين البلاد وجارتها دولة تشاد، مع ضرورة اﻷخذ في اﻻعتبار عن النزاع هناك قد اتخذت طابعاً عرقياً..!!

 

*بين (العطس) و(الزكام)..!!*

 

وبدخول شهرها الثالث، خلَّفت الحرب قرابة اﻷلف قتيل من المدنيين بالعاصمة الخرطوم، وفقاً ﻹحصاءات لجنة اﻷطباء، هذا فضﻻً عن أكثر من أربعة آﻻف جريح يفقتدون ﻷبسط مقومات التَّداوي بسبب سيطرة قوات الدعم السريع هلى حوالي (61) مشفىً بالعاصمة.

وقبل أن تكمل الخرطوم (عطسها) أصاب (الزُّكام) أربع من وﻻيات دارفور هي شمال، جنوب، وسط وغرب دارفور والتي اكتملت فيها فصول المأساة حيث اختلط (حابل) الحريق بـ(نابل) الرُصاص الذي لم يسلم منه حتى والي الوﻻية (الجنرال) “خميس أبَّكر”. وقال شهود عيان لوكالة (One Press) اﻹخبارية، إنَّ (الجنينة) أصبحت مدينة أشباح بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، حيث انقطعت الكهرباء والمياه وانعدم الغذاء والدواء، وانسدَّت الطُّرق أمام الفارين من هذا الجحيم، ولم يبقَ أمامهم سوى اختيار الموت بالرُصاص أو المرض أو الجوع.

وأكد مُتحدِّثون حاضرة وﻻية غرب دارفور لـ(One Press) أن الجثث ملقاة بشوارع المدينة المنكوبة وأن النيران ما زالت مشتعلة في المنازل والمرافق الحكومية. منوِّهين إلى أن القتل اتخذ طابعا عرقياً، ما سيقود إلى كارثة حقيقية تقضي على الأخضر واليابس.

 

*”فولكر” على الخط*

من ناحيته، حذَّر رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان “فولكر بيرتس” من أن الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان مستمرة في تدهور سريع مع اتساع دائرة القتال بين قوات الجيش والدعم السريع.

وقال “بيرتس”: هناك نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية، وتلك تقارير مُقلقة للغاية، مؤكداً أنه في حال تمَّ التحقق منها فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

 

*توقُّعات الخبراء*

وفي سياقٍ متصل، يرى مُراقبون أن الحرب العبثية التي فجَّرها قائد الجيش “عبدالفتاح البرهان”، وقائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو”، أحدثت دماراً وتخريباً وكوارث لم يشهدها السودان من قبل، ﻻ سيما في العاصمة الخرطوم.

وبحسب خبراء استراتيجيين فإنَّ خاتمة الحرب لن تكون إﻻ بأحد احتمالين، أحدهما (التفاوض) حيث تنشط اﻵن الوساطة السعودية الأمريكية، والمبادرة التي تقودها (اﻹيقاد). وبالعودة إلى اﻷولى نجد أن الوساطة السعودية اﻷمريكية نجحت في الضغط على الطرفين بقبول هدنة الـ(24) ساعة في العاشر مايو الجاري، وتسعى اﻵن إلى طرح هدنة أطول نسبياً، ربما تصل إلى أسبوعين لكيما يتم خﻻلها عقد مفاوضات تهدف إلى وقف نهائي لإطلاق النار، ويعقب ذلك عملية سياسية لحل الأزمة في السودان، وفقاً لبيانات وتصريحات صادرة عن الوساطة خلال الأيام الماضية.

وفي حال فشل ذلك المسعى فإنَّ الراجح، بحسب الخبراء هو نجاح مسعى متطرفون من الفريقين المتصارعين لفرض رؤيتهم ومواقفهم المتصلّبة بحسم المعركة (عسكرياً)، ما يعاني استمرار الحرب، وتوسعة رقعتها لتشمل كافة وﻻية البﻻد، وهو كان يخشاه الجنرال “البرهان” وحذّر من وقوعه منذ بداية إندﻻع الحرب، وهو (سيناريو) إن حدث فلن يقود إلا نحو حرب أهلية لا تُبقي ولا تذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى