الصحافة والدراما والفن مابين الالم والفرح بولاية الجزيرة.
مدني.. عبدالوهاب السنجك
انها الحرب ودوي الانفجارات وصوت الرصاص والطائرات الحربية وانين الالم والتشريد والقهر والاغتصاب والمعاناة، العاصمة المثلثة التي جمعت كل شئ من حولها وفي جوفها.. (كل حاجة بالخرطوم).. فانتهي كل شئ ولم يبق الا البكاء والنحيب علي الاطلال والجدران.
اغلقت دور النشر للصحافة ابوابها فتشرد منسوبيها ما بين الولايات، فآلجمت الاقلام لحين .. فكان لولاية الجزيرة الحظ الاكبر والاوفر.. كتاب اعمدة وراى ومحلليين سياسيين في الشأن السوداني والعالمي.
رحبت بهم جزيرة الخير غير ان آلم الصدمة الذي رسم علي وجوههم لم يفارقهم. وان ارتفعت قوة الصدمة للصحفيين القادمين من الخرطوم بفشل رابطة اعلامي ولاية الجزيرة من ايوائهم في دارهم التي خصصت” بقدرة قادر لمديرة وكالة الانباء (سونا) من دون النظر والالتفات لمن هم احوج. فكانت الكوندات وجهتهم ومقرا لهم .. آسفي عليهم لقد توارت وجوهنا خجلا واستحياءا (انسلخت عديل) … لقدطال الانتظار وعدا من بعد وعد، والايام تمضي وصاحب الكوندة يطلب الاجرة” والجيب يفضي والحال وقف” صباحا ظلال اشجار النيم تستقبلهم وبائعات الشاي َيقدمن الترحاب بجك موية وكباية شاي او قهوة
كل ذلك لم يكسر همتهم وصبرهم. فهي الحرب.
غير ان دار المبدعين اخذت للقضية بعدا اخر فافردت مساحة للابداع والفن والترفيه للقادميين من اهل الصحافة والفن الذين قذفت بهم الحرب اليها من دون سابق انذار او موعد. فأفسحت مساحة يوميا للطرب والغناء والموسيقي تخفيفا وترويحا لهم غنوا لهم باغنيات الحقبية والفنان عثمان حسين والكابلي ووردي والحوت وابوعركي البخيت فرقصوا وصفقوا وبشروا وضحكوا.. انهم ابناء الوطن الواحد الذي جمعهم في قلبه علي ترابه وارضه.. لقد خرجوا من الخرطوم غير انهم مابين اهلهم واخوانهم مرحبا بهم في ديارهم ودارهم ” دار الاعلاميين التي قدمت لهم باليمين واخذت منهم بالشمال”
……..
الي مديرة وكالة (سونا) للانباء ان كنت تعلمين بان دار اعلامي ولاية الجزيرة مخصصة للزملاء الصحفيين مصيبة وان كنت لا تعلمين هي المصيبة الاكبر فاخوانك الصحفيين مابين لكوندة ولكوندة واحيانا،”النوم كرتونة” فإلي متي يستمر الحال.